المعتصم بالله مراقـــــــــب عام
عدد الرسائل : 1442 العمر : 42 محل الاقامة : الاردن العمل/الترفيه : مهندس حاسوب المزاج : هاديئ الجنسية : فلسطين المهنة : الهواية : المزاج : تقييم المشرفين : الأوسمة : نقاط : 1869 تاريخ التسجيل : 03/12/2008
| موضوع: تزايد السكان المستمر الأربعاء أبريل 01, 2009 10:00 am | |
| إن الزيادات الضخمة التي حدثت في عدد سكان الحضر في البلدان الفقيرة تشكل جزءًا من "موجة ثانية" من عمليات التحول الديمغرافي والاقتصادي والحضري، وهي موجة أكبر وأسرع كثيراً من الموجة الأولى. وقد بدأت الموجة الأولى من عمليات التحول الحديثة في أوروبا وأمريكا الشمالية في أوائل القرن الثامن عشر. وعلى مدى قرنين (من عام 1750 إلى عام 1950)، شهدت هذه المناطق أول عملية تحول ديمغرافي، وهي أول تصنيع وأول موجة تحضر. وقد أدى ذلك إلى وجود المجتمعات الصناعية الحضرية الجديدة التي تطغى الآن على العالم. ولقد كانت هذه العملية تدريجية نسبياً وشملت بضعة مئات الملايين من البشر. وفي نصف القرن الماضي بدأت المناطق الأقل تقدماً تشهد نفس هذا التحول. فقد انخفضت معدلات الوفيات انخفاضاً سريعاً وهائلاً في معظم المناطق، بحيث تحقق في عقد واحد أو عقدين ما حققته البلدان المتقدمة في قرن أو قرنين، وكانت التأثيرات الديمغرافية لهذه التغيرات في معدلات الوفيات أكبر بدرجة هائلة. وتتبعها الانخفاضات في معدلات الخصوبة، بسرعة إلى حد ما في شرق وجنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وبدرجة أبطأ في أفريقيا. وفي كلتا الموجتين كان النمو السكاني مقترناً بتغيرات اقتصادية لاستحثاث التحول الحضري. ولكن، مرة أخرى، نجد أن سرعة وحجم التحضر الآن أكبر بكثير مما كان في الماضي. وهذا ينطوي على طائفة من المشاكل الجديدة للمدن في البلدان الفقيرة. فهذه البلدان ستحتاج إلى إقامة بنية تحتية حضرية جديدة – مساكن، وكهرباء، والماء، وصرف صحي، وطرق، ومرافق تجارية وإنتاجية – أسرع مما كان لزاماً على المدن في أي مكان أثناء موجة التحضر الأولى. ويبرز وضعان إضافيان الموجة الثانية. ففي الماضي كانت الهجرة إلى الخارج تخفف الضغط على المدن الأوروبية. وقد استقر كثيرون من أولئك المهاجرين، خصوصاً من هاجروا إلى أراض زراعية جديدة أطعمت المدن الجديدة. والقيود الموجودة الآن على الهجرة الدولية تجعل تلك الهجرة عاملاً ثانوياً في تحضر العالم. وأخيراً، تزيد سرعة وحجم الموجة الثانية بفعل التحسينات في التكنولوجيا الطبية وتكنولوجيا الصحة العامة، وهي تحسينات تؤدي إلى سرعة خفض معدلات الوفيات وتمكن الناس من التحكم في خصوبتهم. ويمثل استحداث وتكييف أشكال للتنظيم السياسي والاجتماعي والاقتصادي لتلبية احتياجات العالم الحضري الجديد تحدياً أكبر بكثير. . ولقد حدثت موجة التحضر الأولى في أمريكا الشمالية وأوروبا على مدى قرنين، من عام 1750 إلى عام 1950: وهي زيادة من 10 إلى 52 في المائة في عدد سكان الحضر ومن 15 إلى 423 مليوناً في عدد المتحضرين. أما في موجة التحضر الثانية، التي تحدث في المناطق الأقل تقدماً، فإن عدد المتحضرين سيرتفع من 309 ملايين في عام 1950 إلى 3.9 بلايين في عام 2030. وعلى مدى تلك السنوات الثمانين سترتفع نسبة سكان الحضر في تلك البلدان من 18 في المائة إلى حوالي 56 في المائة. | |
|