الروح الهائمه مشــــــــرفة المنتديات الفنية
عدد الرسائل : 1269 العمر : 51 محل الاقامة : قلب من احب المزاج : رايق الجنسية : سوريا المهنة : الهواية : المزاج : تقييم المشرفين : نقاط : 1036 تاريخ التسجيل : 21/12/2008
| موضوع: لأني امرأة الإثنين أبريل 27, 2009 10:59 am | |
|
لأني امرأة
فلا بدَّ أن أنحني للرجولة
ولا بدَّ أن أختفي خلف ضعفي
وأخنق ذاتي بقيد الطفولة
تصادر همسي عيون الذئاب
ولا شيء يمكنني أن أقوله
فكل عبارات سخطي ستبقى
حروفًا هزيلة
لأني امرأة
فلا بد لي أن أستطيب الحياة
كأمةٍ ذليلة
لأن النساء بعين الرجال
مثالُ الرذيلة
ولا بد أن أكتفي بالسكوت
وأحجب سمعي وأغلق عيني
لكيلا أدنسَ معنى الفضيلة
وأجهض نبضي وأعلن صمتي
وأذرف دمعي الليالي الطويلة
ليرضى الرِّجالُ جميعُ الرِّجال ِ
وتحيا البطولة
لأني امرأة
فلا حقَّ لي في انتظار القطار
ولا حقَّ لي في اتخاذ القرار
ولا حقَّ لي في اختيار الطريق
ولا حقََّ لي في ارتشاف الرحيق
فهذا عقوقٌ ، وأي عقوق؟
لأني امرأة
وكل النساء كما قيل لسنَ
سوى ناقصاتٍ .. عقلاً ودين
فليس ليَ الحقُّ في أن أباركَ
نبضَ الهوى أو نداء الحنين
وليس ليَ الأمرُ
في أن أشقَّ الطريقَ لوحدي
فهذا مشين
ولا بد لي من وصيٍّ يقيدُ حريتي
أو فهذا جنون
ولا بد من إسورة وطوق ٍ
ولا بد أن لا تراني العيون
فذاك بشرع الرجال مهين
لأني امرأة
فلا بد لي من خضوع ٍوإلا ...
وتعني الكثير
فلا نافذة ٌ، ولا بابُ بيتٍ
ولا نظرة ٌعبرَ ثقبٍ صغير
فبَيْن الثقوبِ عيون الثعالبْ
على وجهها أقنعة الأرانبْ
وخلف النوافذِ ذئبٌ كسير
وسمُّ الأفاعي ولدغ العقارب
ورغباتُ جسدٍ بثوبٍ حرير
ومن كنفِ شيخ ٍ إلى حضن رجل ٍ
أؤُولُ بلا وازع ٍمن ضمير
ولا أملكُ القول لا أو نعم
فعيبٌ عليَّ وعارٌ كبير
لأني امرأة
فرأسُ الحرام محاكاة رجل ٍ
بفعل الخطيئة
تُدانُ النساء وأما الرجالُ
فلا يأثمون
لأن الرجالَ نعاجٌ بريئة
وأما النساءُ فجنسٌ لعين
لتسقط ْجَميعُ الجواري
وتحيا الملوك لقهر النساءِ
فما هنَّ إلا شموع مضيئة
وما هنَّ إلا قطوفٌ جميلة
تُعًرَّى لتدفئَ أجسادهم
وهم نائمون
وترقصُ طربًا بأعيادهم
وهم ساخطون
وتُهزَمُ طوعًا لأمجادهم
فلا يقنعون
وتُصْلبُ من عهد أجدادهم
ولا يرحمون
وكل الذي يستطيعون حقًا
شراءَ الإماءِ بمهر ٍ صُداق
وذبحَ الشياهِ وعقرَ النياق
وفي آخر الأمر يأتي الطلاق
لأني امرأة
فأفضلُ ما أفعلهُ التزيُّنْ
ووضعُ المساحيق بالأرطلة
ليغدوَ وجهيَ كالمهزلة
ويصبحَ جسدي كالمِزبلة
ومن ثم أُقتادُ للمِقصلة
بلا استجواب ٍ ، ولا أسئلة
لأني امرأة
فجسدي مباحٌ ، وعرضي مباح
ومرحى لكل السِّياط اللعينة
ومرحى لصفعاتِ كفِّ الرجل
ومرحى للمسات أيدي الرجل
وقبلاته فوقَ جرح الهزيمة
فلا صرخة قد تشقُّ السكون
ولا أنَّة قد تهز الجنانا
ولا دمعة قد تثير الحنانا
بقلب ٍأراد افتراس الرهينة
وإن أعلنت رفضها في خشونة
فهذا إذن قد يثير جنونه
لأني امرأة
فإن السرير مكاني الوحيد
وبين المخالب موتي الأكيد
وليس عليَّ سوى أن أباركَ
ما سوف يُفعل بي كالعبيد
فمالي خيارٌ ومالي قرار
أريدُ سواءً أم لا أريد
فطوقُ النجاة بعيدٌ بعيدْ
وما من فرار
لأني امرأة
عليَّ القبول بما قد يكون
إلى أن تدركني أيادي المنون
فلا عذرَ لي إن رفضتُ المثول
ولا بدَّ أن أقهرَ المستحيل
ولا بدَّ لي أن أقدِّم نفسي
كحمل ٍوديع ٍلكل الخيول
وذاك لماذا
؟؟؟؟
لأني امرأة
| |
|