عجائب الكون:
عدد النجوم يعادل حبات الرمل أو يفوقها
قال الحكيم في كتابه الكريم: (أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها ومالها من فروج)
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون، ولا يحصي نعماءه العادون، ولا يؤدي حقه المجتهدون، فطر الخلائق بقدرته، ونشر الرياح برحمته، ووتد بالصخور ميدان أرضه.
التطور العلمي وتقدمه في جميع المجالات كفيل بإخضاع الإنسان واستسلامه أمام قدرة الخالق عز وجل، فها هو يتحدى جميع العصور بكلماته المحكمات وإخباره بعجائب خلق الأرض والسموات، وينبّه الإنسان المغرور من غفلته، ويدعوه إلى التفكر في عظمة خلقه وجميل صنعه، إذ كلما تطور علم الإنسان تعاظم العالم العلوي ذو الأسرار العجيبة في نظره، فعلاً العلم يقود إلى الإيمان.
والذي اكتشفه العلم الحديث أن الكون في توسع هائل وسريع بحيث إذا أراد الإنسان أن يخترق مجرتنا (درب التبانة) يستغرق مدة (90) ألف سنة ضوئية، أما إذا أراد أن يخترق مجرتنا وينتقل إلى مجرات أخرى قريبة حيث توجد أقربها (المكونة من 20 مجرة) فإنها توجد من إطار يبعد حوالي (3) ملايين سنة ضوئية أي يستطيع أن يصلها بعد مرور (3) ملايين من السنين.
أما المجرات الأخرى البعيدة عنا والتي لا يحصي عددها ولا يعلمها إلا هو، فإن الإنسان يحتاج للوصول إليها (400) مليون سنة أو إلى حدود (14) مليار سنة وهو آخر أبعاد الكون والذي يتوسع باضطراد مستمر، كما يقول تعالى: (والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون).
إن هذه المجرات التي استطاع العلم الحديث وباستخدام أحدث التلسكوبات الكونية (التي ترسل إلى الفضاء لمشاهدة النجوم خارج الغلاف الجوي) استطاعت أن تعد أكثر من ألف مليون مجرة لحد الآن، (إن مجرتنا وحدها بلغ عدد نجومها مائة ألف مليون نجمة وأحد هذه النجوم الشمس).
وأظهرت دراسة حديثة، نفذها علماء فلك استراليين، أن هناك أكثر من (70) ألف مليون مليون مليون نجم في المجرة أو سبعة (سكستيليون).
وقال الدكتور سيمون درايفر أنه توصل للرقم استناداً لدراسة مساحة طويلة من السماء، بدلاً من تعداد كل نجم منفرد، وأضاف أن عدد النجوم يمكن أن يكون غير محدود عددها يعادل حبات الرمل على الكرة الأرضية أو يفوقها.
وبحسب تقرير لمجلة (در شبيغل) الألمانية نقلاً عن رئيس فريق الباحثين الفلكي (سيمون درايفر) فقد تمكن فريقه من خلال الرصد المتواصل طويل الأمد من إحصاء وتعداد النجوم بمختلف أحجامها وأن مجمل عددها التقريبي يزيد عن (70) تريليون مليار نجماً.
وهذه المجرات بما فيها تسير بسرعة هائلة مبتعدة عن الأرض بسرعة تعادل (250) ألف كم بالثانية.