ضغط الدم .. «القاتل الصامت» مرض يصيب الإنسان دون أن يشعر
قدر الخبراء أن واحدا من بين ثلاثة أشخاص مصاب بمرض (القاتل الصامت) ارتفاع ضغط الدم، إلا أن 30% من الأشخاص يجهلون إصابتهم به.
فما أعراضه..؟
وهل تظهر دائما، وما الطرق التي تساعد على علاجه؟
ضغط الدم .. هو قوة دفع الدم لجدران الأوعية الدموية التي ينتقل خلالها أثناء تغذيته لكافة أنسجة الجسم وأعضائه فيما يعرف بالدورة الدموية.
تبدأ الدورة الدموية مع انقباض عضلة القلب ليدفع بقوة كل محتوياته من الدم فتنتقل بدورها من القلب إلى الشريان الأبهر أضخم شرايين جسم الإنسان ومنه إلى بقية شرايين الجسم، ثم ينبسط القلب ليسمح بامتلائه بكمية جديدة من الدم لينقبض من جديد دافعا بشحنة جديدة إلى الشريان الأبهر مرة أخرى وهكذا دواليك.
يتميز الشريان الأبهر بالمرونة فعندما يندفع الدم القادم من القلب يحدث ضغطا قويا على جدران الشريان تتسبب في تمدده جانبيا وأثناء الانبساط القلبي يستعيد الشريان وضعه الطبيعي فيضغط على الدم الذي يحتويه متسببا باندافه وبذلك يستمر الدم في الجريان أثناء الانبساط. ويسمى ضغط الدم أثناء انقباض القلب بالضغط الانقباضي Systolic Pressure، وفي حالة الانبساط يسمى الضغط الانبساطي Diastolic Pressure. ودائما ما يكون الضغط الانقباضي أعلى بقيمته من الضغط الانبساطي وعند قياس ضغط الدم تكتب القراءة على هيأة كسر على سبيل المثال 120/80 حيث أن قيمة الضغط الانقباضي هي العليا وقيمة الانبساطي هي السفلى .
يرتفع ضغط الدم بشكل مؤقت عندما ينفعل الإنسان، إلا أنه سرعان ما يعود إلى الوضع الطبيعي عندما تهدأ أعصابه. أما مرض ضغط الدم المرتفع، فيكون ارتفاع ضغط الدم فيه بشكل مزمن بغض النظر عن الحالة النفسية. ويقدّر أن واحدا من بين ثلاثة أشخاص مصاب بمرض ارتفاع ضغط الدم، الا أن 30% من هؤلاء الأشخاص يجهلون إصابتهم به، وذلك لأنه المرض «القاتل الصامت». وبشكل عام، يمكن القول أنه لا يكون مصحوبا بأية أعراض، حيث من الممكن أن يكون المرء مصابا به لسنوات عديدة دون أن يشعر بوجوده. وعند ارتفاع ضغط الدم قد تظهر أعراض شائعة مثل الصداع، الدوخة، اضطراب الرؤية، أو نزيف الأنف.
أهمية متابعة ضغط الدم
تكمن أهمية المتابعة في تلافي المضاعفات الناتجة عن أي خلل سواء بالزيادة أو النقصان في قياس ضغط الدم حيث أنه عند ارتفاعه فذلك يعني أن القلب يواجه مقاومة كبيرة ليضخ الدم إلى شرايين الجسم مما يتسبب على المدى الطويل بالفشل القلبي والذي يؤدي بدوره إلى الوفاة؛ هذا إلم يتم تدارك المرض في بدايته بالعقاقير الطبية المناسبة، كما أن انخفاض ضغط الدم يوحي بأن كمية الدم الواصلة إلى أعضاء الجسم لا تصل بالقدر الكافي أو السرعة الكافية مما يعني نقصان وصول الأكسجين والغذاء إلى أنسجة الجسم مما يضر بها متسببا بتدمير جزئي أول كلي بخاصة المخ والذي يعد أول الأعضاء تأثرا ليتسبب بشعور الانسان بنوبات من الارهاق والضعف العام قد يعقبها فقدان الفرد لوعيه .
ارتفاع ضغط الدم في حالة تجاوز ضغط الدم القيم الطبيعية يعرف بأنه ضغط مرتفع - البعض يطلع عليه فرط ضغط الدم - أما إن كان هذا الارتفاع في حدود القيم الطبيعية أي لم يتجاوز 140 ملم زئبق فيعرف بأنه طبيعي مرتفع إلا أن هذه الحالة تستدعي الانتباه لأنها قد تدل أن هذا الشخص معرض لارتفاع ضغط الدم في سنوات عمره القادمة .
أسباب ارتفاع ضغط الدم
تجدر الاشارة هنا إلى أنه إن كان هناك سبب لارتفاع الضغط فيعرف بأنه ارتفاع ضغط الدم الثانوي أي أن هناك مرضا أوليا نشأ عنه ارتفاع الضغط كإصابة المريض بسرطان الغدة الكظرية والذي يزيد من إفراز هرمون الأدرينالين ( الإبينفرين ) والذي يؤدي بدوره لارتفاع الضغط ، أما إن كان السبب مجهولا -وهو الغالب- فيعرف حينها بارتفاع ضغط الدم الأولي .
أعراض ارتفاع ضغط الدم
الصداع المزمن المستمر. احمرار العين والأذن. النزيف الأنفي.
مضاعفات ارتفاع ضغط الدم
في حالة ما تم تجاهل ارتفاع ضغط الدم فإن حالة المريض تدخل في سلسلة من المضاعفات الخطيرة منها :
الذبحة الصدرية. الفشل القلبي .انفجار عضلة القلب .انفجار في الشرايين الدقيقة للمخ . الفشل الكلوي . تمزق شبكبة العين .
عوامل الخطر
استنادا إلى المعهد القومي للقلب، الرئة، والدم في الولايات المتحدة، يصنّف ضغط الدم كما يلي:
- ضغط دم طبيعي: 80/120 مل زئبق.
- حالة ما قبل ارتفاع ضغط الدم: الضغط الانقباضي بين 120 و 139، أو الانبساطي بين 80 و 89.
- المرحلة الأولى لمرض ضغط الدم المرتفع: الضغط الانقباضي بين 140 و 159، أو الضغط الانبساطي بين 90 و99.
- المرحلة الثانية لمرض ضغط الدم المرتفع: الضغط الانقباضي أعلى من 160، أو الضغط الانبساطي أعلى من 100.
إن 10% من حالات ارتفاع ضغط الدم تنتج عن أمراض مختلفة، مثل أمراض الكلى، أمراض الغدة الدرقية والأدرنالية، عدم توازن في هرمونات الجسم، واستخدام بعض العقاقير الخ. أما 90% من حالات ضغط الدم المرتفع، فتتعلق بعوامل الخطر التالية:
زيادة الوزن، قلة النشاط الرياضي، التدخين، الضغط النفسي، الإفراط في شرب الكحول والمنبهات كالقهوة، التقدّم بالسن، التاريخ العائلي (عوامل وراثية(. المزاج العصبي الدائم . القلق بخاصة وقت قياس الضغط .عدم انتظام وظائف الكلى. تصلب الشرايين. الإفراط في تناول الأملاح. ورم الغدة الكظرية (الغدة فوق الكلية) .ارتفاع ضعط الدم المصاحب لفترة الحمل.
وحيث أن ضغط الدم المرتفع غير المعالج قد يتسبب بالجلطات القلبية والدماغية، أمراض الكلى، والعمى، فمن المهم السيطرة عليه. وتوفر العقاقير المختلفة علاجا سريعا وفعالا لمرض ضغط الدم المرتفع.
السيطرة على ضغط الدم
وفي ما يلي عشر طرق طبيعية للسيطرة على ضغط الدم المرتفع بشكل طبيعي، وتسهم بنجاعة العلاج بالعقاقير:
1- تخفيض الوزن: تشير الدراسات الى أن تخفيض الوزن بمقدار 5% على الأقل قد يحوّل المرحلة الأولى لمرض ضغط الدم المرتفع (الضغط الانقباضي بين 140 و 159، أو الضغط الانبساطي بين 90 و99) الى الوضع الطبيعي. إن تخفيض الوزن يجب أن يتم بالتدريج وبمعدّل نصف كيلوغرام إلى كيلوغرام في الأسبوع.
2- ممارسة نشاط رياضي بانتظام: تسهم الرياضة في السيطرة على ضغط الدم، بخاصة رياضة المشي. ومن المهم التنويه الى أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية خاصة يتوجب عليهم استشارة الطبيب المعالج عن أنواع الرياضة المناسبة.
3- استهلاك كمية كافية من الكالسيوم: تشير الأبحاث الى أن لمعدن الكالسيوم دورا مهما في تنظيم ضغط الدم. وينصح باستهلاك ثلاثة منتجات حليب مخفّضة الدسم يوميا ، مثل كوب حليب 1% دسم، لبن 1.5% دسم، و85 غرام جبنة بيضاء 5% دسم.
4- استهلاك كمية كافية من البوتاسيوم: كشفت الدراسات أن معدن البوتاسيوم المتوافر بكثرة في الخضار والفواكه يخفّض من ضغط الدم. ينصح بالإكثار من الخضراوات وتناول 3 حصص من الفواكه يوميا.
5- الإكثار من الألياف الغذائية: تساعد الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف الغذائية بتخفيض ضغط الدم المرتفع. ويمكن عن طريق استهلاك الحبوب الكاملة (الأرز غير المقشور، البرغل، الفريكة) والبقوليات (العدس، الفاصوليا البيضاء، حب الحمص، الفول).
6- الحد من الملح والأغذية الغنيّة به: حيث أن الملح يحتوي على معدن الصوديوم الذي يرفع من ضغط الدم. ومن أكثر الأغذية غناء بالصوديوم الأغذية المدخّنة، الوجبات السريعة، والأطعمة المصنّعة.
7- التوقف عن التدخين: يرفع التدخين ضغط الدم الانقباضي بمقدار 20 مل زئبق على الأقل، كما ويرفع بشكل ملحوظ من احتمالات الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية.
8- عدم الإفراط في شرب الكحول (لمن يشربها): حيث يرتبط الاستهلاك العالي للكحول بارتفاع في ضغط الدم.
9- استهلاك السمك مرتين في الأسبوع على الأقل: تحتوي دهون الأسماك على الأحماض الدهنية الخاصة «اوميغا-3» التي تساعد بتنظيم ضغط الدم. ومن الأسماك الغنية بالأحماض الدهنية «اوميغا-3»: السلمون، السردين، والماكاريل.
10- استهلاك الثوم: يمتلك الثوم خصائص مميّزة لإخفاض ضغط الدم، إلا أنه يجب تقطيع الثوم (مطبوخا أو نيّئا) ومضغه من أجل الاستفادة من هذه الخصائص. أما بلع الثوم بدون مضغه فلا يفيد الجسم بشيء، وإنما قد يتسبب بتهيّج المعدة.
التاريخ : 07-05-2011