المعتصم لم يزل في فراشه وعصافير النوم لم تغادر اعشاش عينيه بعد ..
ماذا تريدين ياغزة ..
اخفظي صوتك قليلاً تحملي هذا الألم حتى لاتوقظي سيد الدنيا ومعتصم الثكالا ..
مجروحة انتي ومنتهكه المعتصم لديه علم بذلك لكن لاتزعجيه بعويلك ..
ايعقل أنك لم تتعودي على الدمع رغم مرور اكثر من نصف قرن وانتي تجلدين بكرابيج الضيم كل يوم ...
ياغزة ايعقل انك الى الأن لازلت تحاولين احراج المعتصم واقحامه فيما ليس له فيه ..
عودي الى رشدك لملمي زجاج الدمع واذهبي في حال سبيلك ..
فالمعتصم لابد ان يرتاح جيداً الا تعلمين ان حفلة زفاف ابنه ستكون في الاسبوع القادم ...
لاتنسي ياغزة فأنتي معزومة لان سيدي بحاجة الى راقصة ماهرة تجيد الرقص على الجراح والضرب على دف الألم ... !!
تف عليك وعلى سيدك انا استصرخت المعتصم فمابال سيدك (المنهزم) هو الذي يرد علي ..
انا ايها الجاهل الاحمق لم استصرخ اموات القصور لكني كنت استنهض همة أحياء القبور فانت وسيدك مجرد اجساد بلا ارواح ..
الروح تفارق الجسد في اللحظة التي يرتضي فيها الاهانة ويقبل فيها الضيم الا تعلم بان اسمي في الأصل (عزه) ولكن بكائي على أمتي المتخاذلة جعل الدمع يصعد الى اعلى عيني فصارت غين ً من الحزن ...
اتعلم ماذا تعني (عزه) لا اظن ذلك ...
وامعتصماااااااه
غزة تنتحب ..
صوت عويلها يرتفع ..
ابنائها يتقاتلون على حصيرتها وشيء من بقايا عطرها قبل ان تفارق روحها الجسد ..
الموت يمد يده ببطء ليستل روحها ..
خطاه تقترب منها شيءً فـ شيء (تك تك تك تك تك ) عقارب الساعة تلدغ بعضها البعض حسرة وحرقة على ماحل بسيدة الدنيا وفاتنة الزمان ..
المشيعون يتوافدون .. يتم نصب سرادق العزاء ولكن (غزة) تستعصي على الموت ..
من هناك من البعيد ضوء خافت يصرخ ليمزق وجه العتمة لن تموتي يا(غزة) اصمدي يامن علمتينا الصمود ..
لن تموتي فانتي اكبر من الموت ..وأعمق من الجرح ..
وأقوى من الجلاد !!!
أيعقل ياسيدة الكبرياء انك وعلى مدى نصف قرن لم تدركي بعد انك تستصرخين
(أعجاز نخلً خا.. ويه )
دعيهم فالتاريخ كفيل بان يلقي بهم الى الهاوية