رأيتُــهُ مُطرقاً يبكي فأبكاني .. وهاج من قلبي المكلومِ أشجاني
في زهرةِ العُمـرِ إلا أن دهرك لا .. يرعى الشيوخ ولا يرثى لصبياني
بكى فكادت لهُ نفسي تذوبُ أسى .. كأن راميَهُ بالسهم أصماني
دنوت منه أُحاكيه وأسألهُ .. عـلّي أُواسي جراح المثقل العاني
سألتُ ما أسُمك قال اسمي يدل على .. معنى غريبٍ على مثلي أنا هاني
حكى الغُلام كأن الله يُلهِمُــهُ .. إلهام يحيي صبياً أو سليمان
إن شِأت يا عمُ فأسمع قصةً عجباً .. وإن تكن عُرِفت للقاصي والداني
بين سماء وأرض
تختلف عن أي سماء وعن أي أرض
ذهبت عيني لتلك الدار
بقايا حياة
بداية موت
ميلاد خزي
رائحة الدماء إمتزجت برائحة الدخان
وكأنها مركّب واحد ..
الدمار الحريق الموت البكاء الأنين
هذا كل مارأيته .. لامعالم للحياة
ولاملامح لوجود أرواح
فـ إحمرت عيني وبكت
طفله تنادي ولامجيب ..!
أين هي؟؟ ماذا حصل ؟؟
كانو هنا .. أين هم ؟؟ ولماذا ذهبو ؟؟
كل هذه الأسئله أكبر من مخيلتها البريئه
فـ إحمرت عيني وبكت
بين تلك الجثث والقتلى
روح تنازع الموت .. تريد الحياة لإجل طفلها
وتأبى أن تفضل الدنيا على الشهاده
فـ إحمرت عيني وبكت
شُبان أشداء في زمن ندرت فيه الشجاعه
لايهابون دبابه ولاقذيفه .. وفي المكان الأخر
شباب يتنافسون على ملذات الحياة
يالهذا الحال ..
فـإحمرت عيني وبكت
عجوز تشبعت عروقه من الصبر
إنحنى ظهره تعباً .. إُسِر في شبابه
فقد أحفاده .. يبحث عن سراب الحريه
وبين كل هذا
يردد الحمدلله الحمدلله ..
فـ إحمرت عيني وبكت
حتى الطيور تأبى الهجره عن موطنها
وكأنها أخذت الوفا من أهل هذه الدار
هذا وهي بلا عقول
فكيف بحال العاقليـن .. ماهذه الغفله ..!
فـ إحمرت عيني وبكت
بعيداً عن هذه الأجواء وفي مكان بعيد
أجدهم لاهون لاهثون وراء دنياهم الدانيه
بخلو حتى بدعائهم .. رحماك ربي
فـ إحمرت عيني وبكت
وإسلاماااااه
هل نعتذر لديننا عن تقصيرنا
عن سكوتنا .. عن صم أذاننا وعمُي قلوبنا
متى ستصحو إخوتنـا عن هذا السبات الشتوي الدائم
أخجل من نفسي وأقسم بذلك .. عجبا من هذا السكوت المميت
بكت عيني وبكت على إناس لاأعرفهم وبلد لم أسكنه
ونساء لم أعاشرهن .. لما ومالسبب ؟؟ لاأعرف
لكن اللذي متيقنه منه
أن عيني إحمرت وبكت
وكأن بعيني ترى المستقبل
أيام وإن طالت المده شهور ويقلب العالم هذه الصفحه
وكأن شي لم يكن .. ويشهد التاريخ بعام جديد معطر بدم فلسطيني
ودخان سجائر عربي ..
عـذراً غـــــزه
هذا جُل ماأملك من أجلك
مجرد حروف ..
يا عَمُ إني غُصنٌ لا حياة له .. قُطِعّتُ بِالغـدرِ عن أصلي وسيقاني
فقدتُ روحي أُمي والحبيبَ أبي .. فقدتُ أهلي وأرحامي وجيراني
مسحتُ دمعَ الفتى البَاكي وقُلتُ لهُ .. سَمِعتُ منكَ فخُذ فكري ووِجداني
بُني جُرحك في قلبي يسيلُ دماً .. فارحم صِباك فما أشجاك أشجاني
لا تأسى أن عشت بعد الأهل مُنفرداً .. فكُلنا لك ذاك الوالدُ الحاني
وكُل أزواجُنا أُمٌ بها شغفٌ .. لتفديك بروحٍ قبل جُثماني
تهلل الناشئ الباكي وقـال .. أجل يا عمُ إني في أهلي وأوطاني
يا عمُ أحييت من عزمي ومن ثقتي .. هـبني يميناً أُقبِِلــها بِشكِراني
أُمي فلسطين لا تأسي ولا تهني .. إنا سنفديك من شيب وشُباني