المد الجائز المنفصل
- نوعه: المد الجائز المنفصل مد فرعي سببه الهمز.
- تعريفه: وهو أن يأتي حرف المد في آخر الكلمة وتليه الهمزة في أول الكلمة التالية.
- سبب تسميته بالجائز المنفصل: سمي بالجائز لجواز قصره ومده عند القراء. فيجوز الاقتصار فيه على المد الطبيعي (حركتين) ويجوز مده أكثر من ذلك (أربع أو ست حركات).
وسمي منفصلا لأن حرف المد في كلمة وحرف الهمز منفصل عند في كلمة أخرى.
- مقدار مده: أربع أو خمس حركات عند حفص من طريق الشاطبية، والمد أربعا هو الأشهر. ويجوز الاقتصار فيه على حركتين من طريق "طيبة النشر".
والمد الجائز المنفصل يكون عند الوصل فقط أما عند الوقف على الكلمة الأولى فإن سبب المد (الهمزة) يزول، فيعود المد مدا طبيعيا.
تنبيه: إذا كان المد الجائز المنفصل في كلمتين متصلتين رسما نحو (هَاأَنتُمْ) أو (هَؤُلاء) أو () فإنه لا يجوز الوقف على الكلمة الأولى، فلا يجوز الوقف على (ها) في (هَؤُلاء) و(هَاأَنتُمْ) أو (يا) في (يَأَيُّهَا).
ملاحظة: عند القراءة في المجلس الواحد يجب التسوية بين مختلف مواضع المد الجائز المنفصل. فيمدها كلها أربع حركات أو يمدها كلها خمس حركات أو يقتصر فيها كلها على حركتين.
أمثلة:
- ﴿وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ﴾ (الكافرون 5)
- ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ (الكافرون 1)
- ﴿وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمُ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ﴾ (المطففين 31)
- ﴿انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ﴾ (المرسلات 29)
- ﴿الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ﴾ (قريش 4)
مد الصلة الكبرى:
يُلحق بالمد الجائز المنفصل مد الصلة الكبرى. وهو أن تكون هاء الضمير متحركة بين متحركين وبعدها همز في أول الكلمة التالية. نحو:
- ﴿وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُو إِذَا تَرَدَّى﴾ (الليل 11)
توصل هاء (مَالُهُو) بواو مدية فتقرأ "مالهو إذا" وتأخذ حكم المد الجائز المنفصل فتمد أربع أو ست حركات، ويجوز مدها حركتين.
- ﴿أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُو أَحَدٌ﴾ (البلد 7)
- ﴿وَمَا يُكَذِّبُ بِهِى إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ﴾ (المطففين 12)
توصل هاء به المكسورة بياء مدية فتقرأ "بهي إلا" وتأخذ حكم المد الجائز المنفصل.
راجع الباب الخاص بمد الصلة.
المد اللازم
- نوعه: المد اللازم مد فرعي سببه سكون أصلي ثابت لا يتغير.
- تعريفه: هو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن سكونا أصليا أو حرف مشدد في كلمة واحدة (لأن الحرف المشدد أصله حرفان متماثلان أولهما ساكن والآخر متحرك).
- مقدار مده: أجمع القراء على إشباع مده إلى ست حركات.
- سبب تسميته باللازم: سمي هذا المد لازما للزوم سببه أو للزوم مده ست حركات بالإجماع.
- أقسامه: ينقسم المد اللازم إلى قسمين: كلِمي وحرفي.
1. المد اللازم الكلمي: إذا كان المد اللازم في كلمة فهم كلمي، ويكون:
-أ- مثقلا: إذا أتى بعد حرف المد في الكلمة حرف مشدد. نحو:
- ﴿وَلاَ الضَّـالِّـينَ﴾ (الفاتحة 7)
وقعت اللام المشددة بعد حرف المد.
- ﴿الْحَـاقَّـةُ﴾ (الحاقة 1)
- ﴿قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ﴾ (يونس 59)
- ﴿قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْن﴾ (الأنعام 143)
-ب- مخففا: إذا أتى بعد حرف المد حرف ساكن سكونا أصليا وكان غير مشدد. ومثال ذلك ﴿ءالئن﴾ في موضعين من سورة يونس. وليس لها نظير في القرآن:
- ﴿آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ﴾ (يونس 51)
وقع بعد الألف المدية حرف ساكن أصلي غير مشدد.
- ﴿آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ﴾ (يونس 91)
ملاحظة: يُطلق على المد اللازم الكلمي الذي سببه همزة استفهام اسم "مد الفرق"، ويكون ذلك في الكلمات التالية: ﴿ءالئن﴾، ﴿ءالله﴾ و ﴿ءالذكرين﴾. ويسمى كذلك لأننا نفرق بين هذه الكلمات الاستفهامية ونظائرها الخبرية بالمد. فالفرق مثلا بين (ءالئن) الاستفهامية التي وردت مرتين في سورة يونس وكلمة (الآن) الخبرية هو المد.
2. المد اللازم الحرفي: إذا كان المد اللازم في حرف من حروف الفواتح فهو حرفي. ويكون في الحروف التي يكون هجاؤها ثلاثة أحرف أوسطها حرف مد أو لين وهي (نقص عسلكم).ويكون المد اللازم الحرفي:
-أ- مثقلا: إذا أتى بعد حرف المد حرف مدغم في ما بعده. نحو:
- ﴿الـم﴾ (البقرة 1)
أتى بعد الألف المدية في هجاء حرف الـ(لام) حرف (م) أدغم في الميم التي بعده فكان المد مثقلا.
- ﴿طسم﴾ (الشعراء 1)
أدغمت النون التي تلي الياء المدية في حرف (السين) في الميم التي بعدها فكان مد الياء مثقلا.
-ب- مخففا: إذا أتى بعد حرف المد حرف ساكن غير مدغم بما بعده. نحو:
- ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾ (ق 1)
وقع بعد الألف المدية في حرف (قاف) حرف (ف) ساكن غير مدغم بما بعده فكان مد الألف مخففا.
- ﴿ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ﴾ (ص 1)
- ﴿الـمـر﴾
تمد ألف (لام) مدا مثقلا لإدغام حرف الميم من (لام) في أول حرفي الميم من هجاء (ميم). أما الياء المدية في حرف الـ(ميم) فتمد مدا مخففا لوجود حرف ساكن غير مدغم بعدها (الميم الثانية من (ميم)).
تنبيه: تمد حروف الفواتح المجموعة في قولك (سنقص لكم) ست حركات. أما المد في هجاء حرف العين في فاتحة سورة مريم ﴿كهيعص﴾ وفاتحة سورة الشورى (عسق﴾ فيجوز فيه (أربع حركات على أنه ملحق بمد اللين) والإشباع (ست حركات على أنه مد لازم). ومده ست حركات أولى.
ملاحظة: إذا وصلت فاتحة سورة آل عمران ﴿ألم﴾ بما بعدها فُتحت الميم. ويجوز حينئذ مد الياء عند هجائها (ميم) حركتين أو ست حركات. أما حال الوقف فتمد ست حركات ولا يجوز قصرها.
المد العارض للسكون
- نوعه: مد فرعي سببه سكون عارض.
- تعريفه: وهو أن يأتي بعد حرف المد حرف ساكن سكونا عارضا بسبب الوقف.
- أقسامه ومقدار مده: يقسم المد العارض للسكون من حيث أصل حرف المد إلى عدة أقسام:
1. المد العارض للسكون الذي أصله مد طبيعي: يجوز في مده القصر (حركتان) والتوسط (أربع حركات) والطول (ست حركات) (2-4-6). كالوقف على:
- (الْأَوْتَادِ) في قوله تعالى ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ﴾ (الفجر 10)
عند الوقف على (الْأَوْتَادِ) تمد الألف التي تسبق حرف الدال الساكن وقفا حركتين أو أربع أو ست حركات.
- (بِالدِّينِ) في قوله تعالى ﴿كَلَّا بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ﴾ (الانفطار 9)
تمد الياء المدية في كلمة (بِالدِّينِ) حال الوقف عليها حركتين أو أربع أو ست حركات.
- (تَفْعَلُونَ) في قوله تعالى ﴿يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾ (الانفطار 12)
2. المد العارض للسكون الذي أصله اللين (مدّ اللين): ويجوز مده أيضا حركتين أو أربع أو ست حركات (2-4-6). ومن أمثلة ذلك الوقف على:
- (وَالصَّيْفِ) في قوله تعالى ﴿إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ﴾ (قريش 2)
عند الوقف على كلمة (وَالصَّيْفِ) تمد الياء الساكنة التي تسبق الحرف الساكن الموقوف عليه (ف) مقدار حركتين أو أربع أوست حركات. وهذا مد عارض للسكون أصله مد لين.
- (الْبَيْتِ) في قوله تعالى ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ﴾ (قريش 3)
- (خَوْفٍ) في قوله تعالى ﴿الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ﴾ (قريش 4)
3. المد العارض للسكون الذي أصله مد البدل: ويجوز مده حال الوقف حركتان أو أربع أو ست حركات (2-4-6). ومن أمثلته الوقف على:
- (الْمَآبِ) في قوله تعالى ﴿وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ (آل عمران 14) )
- (خَاطِئِينَ) في قوله تعالى ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ﴾ (القصص
- (يُرَاؤُونَ) في قوله تعالى ﴿الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ﴾ (الماعون 6)
4. المد العارض للسكون الذي أصله المد الواجب المتصل إذا تطرفت همزته: ويجوز مده حال الوقف أربع أو خمس أو ست حركات (4-5-6). أما حال الوصل فلا يمد إلا أربع أو خمس حركات كما هو مبين في باب المد الواجب المتصل. ومن أمثلته الوقف على:
- (يَشَاءُ) في قوله تعالى ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ﴾ (الجمعة 4)
- (بِالسُّوءِ) في قوله تعالى ﴿إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ﴾ (الممتحنة 2)
- (الْمُسِيءُ) في قوله تعالى ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ﴾ (غافر 58)
ملاحظة: يفضل بالنسبة للمد العارض للسكون التوسط والطول (أربع أو ست حركات).