مهرجان أطفال العرب
لايزال الخطاب الإعلامي الموجه للأطفال يعاني من نقص كبير في المجتمعات العربية، ويحتاج إلى مزيد من الاهتمام والتنوع ليتمكن العمل المقدم من إحداث التأثير الذي يصبو إليه، ووسط اهتمام العالم المتزايد، ورغبة دولة قطر في الاهتمام بمجال الطفولة والبحث عن الجديد.
وتنوع الخطاب الإعلامي والثقافي عبر مجموعة الأعمال الموجهة إلى الطفل، اختارت شركة قطر للسينما استضافة مهرجان سينما الأطفال ضمن فعاليات مهرجان الدوحة الثقافي في دورته السابعة، وذلك لما تتمتع به أفلام الرسوم المتحركة من أهمية كبرى في مجال ثقافة الطفل، خاصة، وأنها تستمد عناصرها الرئيسة من الواقع البيئي سواء بالرسم أو التلوين أو الحكاية، والتي تكون في الغالب بلغة مبسطة لينسجم مضمونها مع واقع حياة الطفل ونمط التفكير السائد في العصر والمكان حسب الهوية، ونوع الثقافة المراد إيصالها بالطرق المناسبة، كما تعمل هذه الأفلام على تنمية خيال الطفل وتغذي قدراته العقلية والفكرية من خلال انتقال العمل الفني به إلى عوالم جديدة لم تكن ضمن اهتمامه في السابق، ومن خلال العمل الفني تصبح بعضاً من أساسيات قاموسه الفكري، كما تزوده بالمعلومات الثقافية المتنوعة وبلغة سليمة ليتمكن خيال الطفل من تكوين صورة ذهنية حقيقية عن العالم المحيط به، بالإضافة لكونها من الدوافع المحرضة للطفل، والتي تستدرجه إلى المعرفة والاستطلاع، وتقوده بدورها إلى التفكير ومن ثم تصل به إلى مرحلة الاستنتاج والتحليل، وهذا هو الإعمال الذاتي لعقول الأطفال، حيث يمكن استثمار هذه النتيجة في الكثير من المجالات العلمية أو توجيهها نحو السلوك الإيجابي والابتعاد بها عن كثير من السلوكيات السلبية المرفوضة اجتماعياً. وقد وقع الاختيار على سبعة أفلام عالمية، أما الأفلام القصيرة فهي من انتاج وتنفيذ قناة الجزيرة للأطفال، وتلفزيون قطر، والمجلس الأعلى للبيئة، ومدرسة عبد الرحمن بن جاسم التي تعتبر المدرسة الأولى في منطقة الشرق الأوسط التي تعتمد التعليم عن طريق الفنون، ودار الإنماء الاجتماعي للأسرة.
افتتح المهرجان بفيلم «راتاتولي» الحائز على جائزة الأوسكار قبل بداية المهرجان بأيام قليلة، يتناول الفيلم قصة فأر يدعى «ريمي» يحلم بأن يكون الشيف الأشهر في فرنسا وتأتيه الفرصة عندما يتعرف على الشاب «لينجو يين» الذي يعمل كطباخ، وتنقصه الموهبة فيضطر إلى الاستعانة بالفأر. وفيلم (سيرف أب) الذي يجعل الأطفال يعايشون حياة طيور البطريق التي اخترعت لعبة ركوب الأمواج حسب الفيلم. وفيلم (النحلة) يتناول حياة النحلة «بيري وينسون» التي تصاب بإحباط بعد تخرجها من الكلية لأنها تجد نفسها مضطرة للعمل في استخراج العسل ومواجهة البشر الذين يسرقون العسل. فيلم (لقاء المستقبل) ويلخص أماني وأحلام الصبي «لويس» ابن الثانية عشرة الذي يستطيع ابتكار جهاز يسبح داخل المخ وتجمعه المصادفة مع صبي غريب يأخذه معه إلى عالم آخر عن طريق آلة الزمن التي تتعطل أثناء الرحلة، ولكنها تعمل في النهاية ويستطيع «لويس» العودة. فيلم (جنية الأسنان) يحكي الفيلم قصة فتاة تفقد سنها وتصاب بإحباط، فتأتي جنية الأسنان وتعدها بسن من الذهب بدلاً من السن التي فقدتها. فيلم (شيرك الثالث) ويتناول قصة أمير وسيم يعمل مع إحدى الفرق الموسيقية التي تقدم عروضها في أحد المقاهي الرخيصة ركضاً خلف رزقه اليومي حتى يستدعيه عمه الملك «هارولد» وهو يحتضر لكي يحلّ محله ويستلم زمام الأمور. فيلم (عضة القرش) يحكي قصة سمكة صغيرة تجد نفسها وحيدة بعد اصطياد والديها بشباك أحد الصيادين فترحل مع خالتها من مدينتها، وفي الطريق تلتقي بسمكة أحلامها ويبحرون معاً.
وأشادت ريما نزال مسؤولة ملف المرأة والطفل في المحافظة بكلمتها ممثلة لمحافظ نابلس الدكتور جمال المحيسن بدور نقابة الأختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين في نابلس في القيام بهذه المهرجانات والفعاليات والتي تعزز الانتماء للوطن وتثبت الأبناء والأهالي للصمود والصبر والتحدي بوجه اسرائيل وأكدت على أهمية اجتماع الأطفال بمثل هذه الفعاليات الضخمة والتي تصل أحياناً للآلاف في اجتماعهم للمشاركة بهذه المهرجانات الترفيهية.
وتم عرض فيلم بعنوان ( شريك ) للأطفال أثار إعجابهم وتفهمهم والتعلم من هذه الأفلام التي تجسد تقوية شخصية الطفل لتعزيز قدرته على التواصل بمختلف مناحي الحياة، وتركت لدى الأطفال العديد من التساؤلات حيث ناقشوها مع الأستاذة عبير الكيلاني منسقة جمعة إعلام وتنمية المرأة « تام « التي أكدت بدورها على أهمية عرض مثل هذه الأفلام والمقاطع الفنية المصورة التي تبني ثقافة متمايزة وحديثة للأطفال بهدف تعرفهم على الحياة المحيطة بهم حيث كان لدى الأطفال وأمهاتهم اهتمام كبير في عرض أفلام أخرى تحمل العديد من القضايا التي بحاجة لمناقشة وتعلم الأطفال وأمهاتهم أشياء جديدة.