منتدبات الحب الصادق
عزيزى يسعدنا ان تقوم بالتسجيل لدينا او الدخول لو كنت عضو
منتدبات الحب الصادق
عزيزى يسعدنا ان تقوم بالتسجيل لدينا او الدخول لو كنت عضو
منتدبات الحب الصادق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
دخولالرئيسيةأحدث الصورالتسجيل

 

 نبذه عن الشاعر ابو القاسم الشابي (2)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
????
زائر




نبذه عن الشاعر ابو القاسم الشابي (2) Empty
مُساهمةموضوع: نبذه عن الشاعر ابو القاسم الشابي (2)   نبذه عن الشاعر ابو القاسم الشابي (2) I_icon_minitimeالسبت فبراير 14, 2009 11:10 pm

بالإضافة إلى الصدمة التي تلقاها الشاعر في زواجه و في حبه الأول ، فقد تعرض إلى كارثة كبرى تمثلت بوفاة والده ، و لم يكن الشاعر قد نال بعد إجازة الحقوق . و شغل الشاعر الشاب بعلاج والده و الإهتمام به من الناحية المادية و النفسية . و حين أحس الشاعر بقرب وفاة والده ، انتقل به إلى مسقط رأسه " توزر " حيث توفي الشيخ الوالد في شهر أيلول من العام 1929 . و كانت وفاته خسارة كبرى هزت أركان الشاعر و بدلت نظام حياته ، بل كانت أكبر كارثة بتعرض لها في حياته و تؤثر على صحته و تصيب قلبه إصابة مباشرة . و بموت والده ، ألقيت على أبي القاسم أعباء مالية لم تمنعه من إتمام دراسته في كلية الحقوق في تونس و التخرج عام 1930 بإجازة الحقوق .

و في ديوانه إشارات واضحة و صريحة إلى تلك الكارثة التي ألمت به ، يظهر ذلك جلياً في قصيدته " يا موت " التي رثى بها والده حيث تقول :

يا موتُ ، قد مزقتَ صدري و قصمت بالأرزاء ظهري

و فجعتني في منْ أحبُّ و منْ إليه أبثُّ سري

و رزأتني في عمدتي و مشورتي في كل أمرِ

ثم يعود في قصيدته " قيود الأحلام " فكيف لنا عن الأعباء التي ينوء تحتها و تتمثل بالقيام بأعباء العائلة التي تركها والده حين يقول :

لكنني لا أستطيع فإنّ لي أماً يصدُّ حنانها أوهامي

و صغارَ أخوانٍ يرون سلامهم في الكائنات معلقاً بسلامي

فقدوا الأبَ الحاني فكنتُ لضعفهمْ كهفاً يصدُّ غوائلَ الأيامِ

لكن الشاعر استطاع أن يتجاوز تلك المرحلة حيث تحسنت حال المادية و عاد إليه بعض التحسن الصحي ، يدل على ذلك ما جاء في إحدى قصائده التي يقول فيها :

ما كنتُ أحسبُ بعد موتك يا أبي و مشاعري عمياءُ بالأحزانِ

أني سأظمأ للحياة و أحتسي من نهرها المتوهج النشوانِ

و أعود للدنيا بقلب خافقٍ لحبّ و الأفراح و الألحانِ

فإذا أنا ما زلتُ طفلاً مولعاً بتعقب الأضواء و الألوانِ

كان الشابي على إثر تخرجه من الزيتونة ، أو قبل بقليل ، يعلم أنه مريض في قلبه ؛ لكنّ أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة إلاّ سنة 1929 ، و كان والده قد رغب إليه في أن يتزوج . فلم يجد أبو القاسم بداً من أن يستشير طبيباً ، ليوفق بين رغبة والده و بين مقتضيات حالته الصحية . و قد توجه الشابي برفقة صديقه الصحفي السنوسي لاستشارة الدكتور محمد الماطري ، النطاسي البارع في تونس ، و لكن لم يكن قد مضى عليه يومذاك في ممارسة الطبّ سوى عامين . و بسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه ، و حقيقة أمر ذلك المرض كما ذكر له أن هناك حالاتٍ كثيرةً آراء كبار الأطباء في مرض القلب . غير أنه حذره على كل حالٍ عواقب الإجهاد الفكري و الجسدي . و بناء على رأي الدكتور الماطري و امتثالاً لرغبة والده عزم الشابي على الزواج . و لكن يبدو أن حياته الزوجية لم تبدأ فعلاً قبل عام 1930 .

لكن الشابي ، يبدو أنه كان يحمل بذور مرضه منذ طفولته ، فقد ازدادت حالته الصحية تدهوراً بعد الزواج لأسباب متعددة : منها تطور المرض مع الزمن ، ثم ضعف بنية الشاعر ، و الأحوال السيئة التي كانت تحيط به في حياته الطالبية ، و وفاة والده ، و حبيبته الصغيرة ، و إهماله لنصائح الأطباء في الاعتدال في حياته الفكرية و الجسدية .

و قد عالج الشابي مجموعة من أطباء القلب و منهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو ، و كانوا ينصحونه بالإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ . ثم بدأت النوبات القلبية الحادة تنتاب الشاعر قبل أن يرزق ولده البكر في أواخر عان 1931 . أما أخا الشاعر محمد الأمين الشابي فإنه يروي للسنوسي خبر نوبة انتابت الشاعر عام 1930 حيث يقول : " كان يعتلج من ضائقة صدرية من ذات القلب فزعت لها أمه و زوجته ( و أخوه ) عندما كان أبو القاسم يخرز لهم بعينين لا ترجوان معونة من أحد ، إلاّ من قلبه لو استعاد اتزانه … نوبة دامت ساعتين يقلب في أثنائهما وجهه و لا ينبس إلا بقطرات من العرق تتلألأ على وجهه بالجهد الذي تبذله الحياة لتحقيق وجودها . و نحن نشرئب لنغيثه بشيء يطلبه ( و لا ندري ما هو ) … ساعتين من هذا الفزع الجهيد تقريباً …. ثم هجعت النوبة ، إذ لان وجهه و رأينا عينيه تطمئناننا عن فوزه بالراحة . و بالفعل هيؤ و بدأ يسوي ثيابه و رقبة قميصه . ثم تكلم منشرحاً صوته انشراح من حط وزره و نزع الحمل الجهيد ، و بادرنا للاستجابة لأمره مغتبطين :

أعطني ورقاً ، و القلم من جيب فرملتي . ( و أعطيناه ما طلب ) . فأخذ يكتب حالاً . أذكرها الآن ، فهي هذه القصيدة :

يا إله الوجود ، هذي جراح في فؤادي تشكو إليك الدواهي و لم يحسن الشابي مداراة مرضه ، بل استمر يرهق نفسه بما كان الأطباء قد نهوه عنه " .

و قضى الشابي صيف 1932 مستشفياً و راح يتنقل بين المصايف و المنتجعات ، و لكنّ ذلك لم يجده نفعاً . بل ساءت حاله في آخر عام 1933 و اشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش حتى إذا مرّ الشتاء و أقبل الربيع حلام عليه أطباؤه الكتابة و المطالعة و طلبوا إليه أن ينتقل إلى " حامة تورز " طلباً للراحة و هي موضع فيه عين ماء حار تستشفي بها بعض العلل . و أخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي ، فغادر الشابي إلى العاصمة حيث دخل مستشفى الطليان في الثالث من تشرين الأول سنة 1934 قبل وفاته في التاسع منه عند الساعة الرابعة صباحا من نهار الاثنين . و نقل جثمانه في أصيل ذلك اليوم إلى " توزر " و دفن فيها . و قد نال الشابي بعد وفاته عناية كبرى ، و تألفت عام 1946 لجنة لإقامة ضريح له نقل رفاته إليه باحتفال مهيب في الثالث عشر من شهر أيار سنة 1946 حضره جمع غفير من رجال العلم و الأدب و السياسة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نبذه عن الشاعر ابو القاسم الشابي (2)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نبذه عن الشاعر ابو القلسم الشابي (1)
» ابو القاسم الشابي (2)
» الشاعر أبو القاسم ألشابي
» نبذه عن الشاعر ابراهيم طوقان
» ** نبذه عن حياة الشاعر محمد مهدي الجواهري :

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدبات الحب الصادق :: المنتديات الآدبية :: منتدى الشعر والنثر-
انتقل الى: