اسمع نفسك

إسمع نفسك
شئ عجيب ان تمر سنوات طويلة من عمرك تأتي بعدها لتفكر:هل حاولت ان تسمع نفسك؟
لابد أنك سمعت الكثر و الكثير عن هذا و ذاك
أو قرات كتابا عن فلان أو المرحوم فلان
لكن هل حاولت ان تعرف نفسك
لا أقصد او أهتم بالتحليلات النفسية و غيرها تلك التي تعنّون دائما :إعرف نفسك
أقصد شيئا أخر
لا يهمني أن أدفعك لتعرف إذا كنت هادئا أم عصبيا...متسرعا أم مترويا...جاد أم هازل
وإنما أن تعرف من هو ذلك الشخص الذي تتحرك من خلال جسده و تقابل بوجهه الناس
....تحاول أن تجلس ذات مساء و تفكر بهدوء
..لماذا أفعل ذلك و لماذا لا أفعل ذلك
لماذا أفكر بتلك الطريقة بالذات و أكره تلك الطريقة الأخري
.....أن تسمع نفسك
فذلك شئ يحتاج منك أن تنسي أي إعتبار أخر حولك
فقط إسمع نفسك
مثلا إسأل نفسك لماذا تحب أن تزور صديقك فلان و تنتظر الزيارة بعد الزيارة بلهفة
طبعا هناك الإجابة التي أعددتها لنفسك :صديقي و أحبه وأحب زيارته
لكن حين تسمع نفسك ربما تجد شيئا أخر....ربما
...ربما مثلا أنت معجب بأثاثهم أو يروق لك هدوء منزلهم أو معجب بأدوات التسلية
الموجودة عندهم مثل ....تلفاز ضخم...فديوا جيم.....ألخ
حين تسمع نفسك و تدرك أن هذه هي الحقيقة لا غير
هل تهرب مجددا و تقول: لا...صديقي و أحبه وأحب زيارته
ذلك لن ينفعك...ستواصل الهرب حتي لن يفيدك الهرب من نفسك طويلا
الهرب من حقيقة الأشياء يميت ضميرك و يعميك عما يفعله الناس و يهربون من حقيقته
إحتفظ لنفسك بضمير متيقظ.....يوجعك حين تحاول خداعه....يؤرقك حين تبدأ الهرب
هل ستموت مثلا لو قلت: نعم...ربما انا معجب بتلفازهم الضخم...لذلك لن أزوره
إلا حين أشعر أني أريد أن أزوره هو
قد يبدوا لك ذلك شئ صعب بل مستحيل ان تفتقد شيئا يبعث في نفسك إحساسا بالسعادة
ولكنك حين تجرب ذلك الشعور الأسمي الذي سيسري في نفسك عندما تحس
فعلاً أنك إنسان كريم يحترم نفسه و ضميره و كرامته
ساعتها يمكنك أن تهمس :أنا إنسان حر....ليس هناك ما أهرب منه او أخاف إفتضاحه
ساعتها ستكون حرا فعلا
حين تسمع نفسك ستحرر نفسك من عبء المخفي المقبور داخلك ثم تأتي الخطوة الأهم
أن تواجه نفسك بالحقيقة و تتصرف من خلالها
فلو هربت مرة من رقابة نفسك ستهرب ألف مرة....صدقني...ليس هناك أسهل من الهروب و إختلاق العلل
(ومن يهن يسهل الهوان عليه ***** و ما لجرحٍ بميتٍ إيلام)
إياك أن يموت فيك ضميرك
إياك أن يموت فيك أجمل ما فيك
حريتك و كرامتك
إسمع نفسك
ستجد الكثير و الكثير مخبوء هنا وهناك
لا بالضرورة هروب و عيوب
ربما تجد داخلك ما لم تتخيله أبدا.....ربما تجد أروع ما فيك
ساعتها ستحب ذلك الإنسان الذي تحمل إسمه و تسكن جسده.....تفهمه وتشفق عليه...و تعذره
لن تجد نفسك مجبرا علي الهروب من النظر في المرآة
ستحب وجهك
أيا كانت ملامحك
فقط
إسمع نفسك

عطيك ألف عافية
جزاك الله ألف خير
وتقبلي مروري
إنشاء الله تكون بصحة وعافية
وإنشاء الله أرى كتاباتك الرائعة من جديد