- 11 - الشيب والشيخ
________________________________________
- ألا لا مَرْحباً بفراقِ ليلى ... ولا بالشيبِ إِذا طردَ الشبابا
- شبابٌ بانَ محموداً وشيبٌ ... ذميمٌ لم نجدْ لهما اصطِحابا
- فما منكَ الشبابُ ولسْتَ منه ... إِذا سألَتْكَ لحيتُكَ الخِضابا
- وما يَرْجُو الكبيرُ من الغواني ... إِذا ذهبَتْ شبيبتُهُ وشابا
مقرم بن رابطة الكلبي
________________________________________
- الشيبُ حلمٌ راجحٌ ورزانهٌ ... فيه وتجربةٌ لمن قد جرَّبا
عمر بن زيد
________________________________________
- إِذا المرءُ أعيا رَهطه في شبابهِ ... فلا ترجُ منه الخيَر عندَ مشيبِ
أبو الأسود
________________________________________
- خذْ من شبابكَ للصِّبا أيامه ... هل تستطيعُ اللَّهْوَحين تشيبُ
مسلم بن الوليد
________________________________________
- إِن المشيبَ رداءُ والأديبِ ... كما الشبابُ اللّهوِ واللعبِ
دعبل
________________________________________
- دع التصابي فإِن الشيبَ قد لاحا ... أوقد أراكَ قبيلَ الشيبِ ممزاحا
- وقد يعيبُ الفتى وخطُ المشيبِ به ... إِذا غدا مرةً للّهْوِ أو راحا
- والشيبُ يقطعُ من ذي اللّهو شرَّتهُ ... ويذهبُ المزحَ ممن كان مزَّحا
- والشيبُ سابقةٌ للموتِ قدَّمهُ ... ثم ترى الموتَ للأقوامِ فَضَّحا
يحيى بن زياد
________________________________________
- وكم شيوخٍ غّدوا بيضاً مفارقُهمْ ... يسبحون وباتوا في الخَنا سُبُحا
- لو تعقلُ الأرضُ ودَّت أنها صَفِرَتْ ... منهم فلم يَرَ فيها ناظرٌ شَبَحا
- أرى ابنَ آدمَ قضى عيشةً عَجَباً ... إِن لم يرحْ خاسراً منها فما رَبِحا
- فإِن قدرتَ فلا تفعلْ سوى حَسَنٍ ... بين الأنامِ وجانبْ كلَّ ما قبُحا
المعري
________________________________________
- أقونُ لآمرةٍ بالخضابِ ... تحاولُ ردَّ الشبابِ النضيرْ
- أليس المشيبُ نذيرُ الإِله ... ومن ذا يسوِّدُ وجهَ النذير ؟
شميم الحلبي
________________________________________
- الشيبُ أبهى من الشبابِ ... فلا تهجنْهُ بالخضابِ
المعري
________________________________________
- أيها الشامتُ المعِّرُ بالشيب ... أقلَّنَّ بالشباب افتخارا
- قد لبسْتُ الشبابَ غضاً طرياً ... فوجدْتُ الشبابَ ثوباً مُعارا
وؤية بن العجاج
________________________________________
- والشيخُ لا يتركُ أخلاقهُ ... حتى يواري في ثرى رمسِهِ
- إِذا ارعوى عادَ إِلى جهلِهِ ... كذي الضَّنى عادَ إِلى نكسهِ
صالح عبد القدوس
________________________________________
- إِذا أنت وفَّيْتَ الثمانين لم يكنْ ... لدائِكَ إِلا أن تموتَ طبيبُ
شاعر
________________________________________
- لا يرحلُ الشيبُ عن دارٍ أقامَ بها ... حتى يرحِّل عنها صاحبَ الدارِ
مسلم بن الوليد
________________________________________
- شيئان ينقشعان أولَ وهلة ... ظلُّ الشبابِ وخلةً الأشرارِ
- لاحبذا الشيبُ الفيُّ وحبذا ... شَرْخُ الشباب وخلُةُ الأشرارِ
- وطري من الدنيا الشبابُ وروقهُ ... فإِذا انْقَضَى فقدِ انقضَتْ أوطاري
التهامي
________________________________________
- أترجو أنت تكونَ وأنتْ شيخٌ ... كما قد كنتَ أيامَ الشبابِ
- لقد كذبتْكَ نفسُك ليس ثوبٌ ... خليقٌ كالجديدِ من الثيابِ
الجاحظ
________________________________________
- ومن يصحبِ الأيامَ تسعينَ حجةً ... يغيْرنه والدهرُ لا يتتغيرُ
أبو العباس ثعلب
________________________________________
- سلني أنبئٌكَ بآياتِ الكِبَرْ ... نومُ العشاءِ وسُعالٌ بالسحرْ
- وقلةُ النومِ إِذا الليلُ اعتكرْ ... وقلةُ الطعمِ إِذا الزادُ حَضَرْ
- وسرعةُ الطرفِ وتحميجُ النظرْ ... وتتركُكَ الحسناءَ في قبلِ الطُهرْ
والناسُ يبلونَ كما تَبْلَى الشجرْ
- ( التحميج : تصغير العين لتمكينها من النظر )
العريان ابن الهيثم
________________________________________
- أليس ورائي إِن تراخَتْ منيتي ... لزومُ العصا تُحنى عليها الأصابعُ
- أخبرُ أخبارَ القرونِ التي مَضَتْ ... أدباُّ كأني كلما قمتُ راكعُ
لبيد بن أبي ربيعه
________________________________________
- أرى الشيبَ مذ جاوزتُ خمسين دائباً ... يدبُّ دبيبَ الصبحِ في غمقِ الظلمِ
- هو السمُ إِلا أنه غيرُ مؤلمٍ ... ولم أرَ مثلَ الشيبِ سُماً بلا ألمِ
أعرابي
________________________________________
- ما كنتُ أرجوه إِذا كنتُ ابنَ عشرينا ... مَلَكْتُه بعد أن جاوزتُ سبيعينا
- تطيفُ بي من بناتِ التركِ أغزلةٌ ... مثلُ الغصونِ على كثبان يَبْرينا
- وخُرَّدٌ من بناتِ الرومِ رائعةٌ ... يحكينَ بالحُسْنِ حُورَ الجنة العِينا
- يغمزْنَني بأساريعٍ منعمةٍ ... تكادُ تنقضُّ من أطرافِها لينا
- يُرِدْن إِحياء ميتٍ لاحراكَ به ... فككيفَ يحيين ميتاً صار مَدْفونا
- قالوا : أنينُكَ طولَ الليلِ يُقْلِقُنا ... فما الذي تشتكي ؟ قلْتُ الثمانينا
شاعر
________________________________________
- إِذا ما دعانيا للصِّبا من أحِبُّه ... تضامَمْتُ أو بالسمعِ عن صوته
- وليس لمرءٍ ماشابَ رأسُه ... نجاحٌ بإِتيانِ السفاهِ ولا عُذْرُ
وقرسبس بن حكم الطائي
________________________________________
- أخو الشيبِ لا يدنو إِلى الحُرِ بالهوى ... ليقرُبَ إِلا ازدادَ في قربٍ بعدا
- يعاطينَهُ كأسَ السلوِّ عن الهوى ... ويمنعنهُ وَصْلا يعاطينه المُرْدا
أبو حية النميري
________________________________________
- فما شابَ رأسي من سنينَ تتابعَتْ ... طوالٍ ولكن شيبَتْهُ الوقائعُ
عروة بن الورد
________________________________________
- إِذا ما رُضْتَ ذا سنٍ كبيرٍ ... على غيرِ الذي يهوى عَصاكا
ابن عبد القدوس
________________________________________
- جنى ابنُ على نفسِه ... بالولدِ الحادثِ ما لا يُحِبْ
- تقولُ عِرْسُ الشيخِ في نفسِها ... لاكنتَ ياشرَّ خليلٍ صُحِبْ
- إِذا ما أسنَّ الشيخُ أقصاهُ أهلُه ... وجارَ عليه الجلُ والعبدُ والعِرْسُ
- وأكثرَ قولاً والصوابُ لمثلِهِ ... على فضلِه أن لا يُحَسَّ له جَرْسُ
المعري