- يا ليت شِعْري ألا مَنْجَى من الهَرَمِ ... أم هل على العيشِ بعد الشيبِ من ندمِ
- والشيبُ داءٌ نجيسٌ لا دواءَ له ... للمرءِ كان صحيحاً صائبَ القحمِ
- وسنانُ ليس بقاضٍ تَوْمةً أبداً ... لولاغداةَ يسيرُ الناسُ لم يَقُمِ
- في منكبيهِ وفي الأصلابِ واهنةٌ ... وفي مفاصلهِ غمزٌ من القَسَمِ
ساعده بن جؤبة
________________________________________
- كتمْتُ شيبي لتخفي بعضُ روعتِه ... فلاحَ منه وميضٌ ليس ينكتمُ
- راعَ الغواني فما يقرَبْن ناحيةً ... رأيْنَ فيها بروقَ الشيبِ يبتسمُ
مالك بن أسماء
________________________________________
- أشابَ الصغيرَ وأفنى الكبيرَ ... كَرُّ الليالي ومَرُّ العشيِّ
الصلتان العبدي
________________________________________
- رأيتُ الشيبَ تكرهُه الغواني ... ويحببنَ الشبابَ لما هوينا
- فهذا الشيبُ نخضبُه سواداً ... فكيف لنا فنسترقُ السنينا
الأنباري
________________________________________
- ما يصنعُ الشيخُ بالعذراءِ يملكُها ... كجوزةٍ بين فكَّيْ أدردٍ خَرِفٍ
- إِن رامَ يكسرُها يالسن تثلمُهُ ... وكَسْرُها راحةٌ للّهائم الدنفِ
دعبل الخزاعي
________________________________________
- والشيبُ يأمرُ بالعفافِ وبالتقى ... وإِليه يأوي العقلُ حين يؤولُ
- فإِن استطعْتَ فخُذْ لشيبك فضيلةً ... إِن العقولَ يرى لها تفضيلُ
الأحوص الأنصاري
________________________________________
- إِذا دببْتَ على المنساةِ من هرمٍ ... فقد تباعدَ عنكَ اللّهوُ والغزلُ
شاعر
________________________________________
- باللّهِ قلْ لي يا فلا ... نُ ( فلان ) ولي أقولُ ولي أسائلْ
- أتريدُ في السبعينُ ما ... قد كنْتَ في العشرينَ فاعلْ
- هيهاتَ لاواللّهِ ما ... هذا الحديثُ حديثُ عاقلْ
- قد كنتَ تُعذَرُ بالصِّبا ... واليوم ذاكَ العذرُ زائلْ
- منيتَ نفسَكَ باطلاً ... فإِلى متى تَرْضَى بباطلْ
بهاء الين زهير
________________________________________
- نزلَ المشيبُ فأين تذهبُ بعده ... وقد ارعويْتَ وحانَ منك رحيلُ
- كان الشبابُ خفيفةً أيامُه ... والشيبُ تحملهُ عليكَ ثقيلُ
المقنع الكندي
________________________________________
- تزوَّجَ الشيخُ فألفيتَهُ ... كأنه مثقلُ إِبلٍ وحِلْ
- وعرسُهُ في تعبٍ دائمٍ ... لاتخضبُ الكفَّ ولا تكتحلْ
- ملَّتْ وإِنَّ أحسنَ أيامِه ... تقولَ في النفسِ : متى يَرْتَحِلْ
- لوماتَ لاستبدلْتُ منه فتىً ... إِني أراهُ محرماً لا يَحِلْ
- ربَّ شيخٍ ظلَّ يهديهِ إِلى ... سبلِ الحقِّ غُلامٌ ما احتلمْ
المعري
________________________________________
- إِذا لم يشبْ رأسٌ على الجهلِ لم يكنْ ... على المرءِ عارٌ أن يشيبَ ويَهْرما
- ومن ضعفَتْ أعضاؤُه اشتد رأيهُ ... ومن قوَّمته الحادثاتُ تقوَّما
علي ابن الجهم
________________________________________
- في مشيبي شمَماتةٌ لعِداتي ... وهو ناعٍ مُنَغَّصٌ لي حياتي
- وهو ناعٍ إِلىَّ نفسي ومن ذا ... سَرَّهُ أن يرى وجوهَ النعاةِ
- ويعيبُ الخضابَ قومٌ وفيه ... لي أنسٌ إِلى حضورِ وفاتي
عبدان الأصبهاني
________________________________________
- إِذا كانَ أمرُ الناسِ عند عجوزهم ... فلا بدَّ أن يلقَوُنَ كل يَبابِ
شاعر
________________________________________
- الشيخُ لا يتركُ أخلاقُه ... حتى يوارى في رمْسهِ
- إِذا ارعوى عادَ إِلى جهلِه ... كذي الضنى عاد إِلى نِكْسِه
صالح عبد القدوس
________________________________________
- أورقْتَ ياغصنُ لاتدري بما صنعت ... لك المقادير ثم استنشئ الزهر
- فلم تزلْ لقضاءِ اللّهِ منتقلاً ... حالاً فحالاً إِلى أن أينعَ الثمرُ
- وكان واليك يخشى أن تمسَّ أذىً ... يوماً ويسقيك إِن لم يسقكَ المطرُ
- ما نامَ عنكَ ولا ألهَتْه نائبةٌ ... حتى قَدُمْتَ وجاءَ الضعفُ والخَورُ
- ثم اغتدىلك عند القُرِّ محتطباً ... يلقيك في النار عمداً وهي تستعرُ
- وإِنما قلت ما قدمتُهُ مثلاً ... للمرءِ لما أتاه الشيبُ والكبرُ
أبو بكر الخوارزمي
________________________________________
- فاجاكَ من وفدِ المشيب نذيرُ ... والدهرُ من أخلاقِه التغيير
- فسوادُ رأسِك والبياضَ كأنه ... ليلٌ تدبُّ نجومُه وتسيرُ
محمود الوراق
________________________________________
- إِن حالَ لونُ الرأسِ عن لونه ... ففي خضابِ الرأسِ مستمتعُ
- هَبْ من له شيبٌ له حِيلةٌ ... فما الذي يحتالُهُ الأصعُ ؟
الجاحظ
________________________________________
- عجيبٌ لمن يرتاعُ من شيبِ رأسِهِ ... ويذهبُ عنه خوَفه الصبغُ والنتفُ
- ومن طامعٍ لا يكتفي بحياتِه ... فيرنو لما بعدَ الحياةِ له طرْفُ
- يريد خلودَ الذكرِ وهو بقبرهِ ... ويسري إِلى أعقابِ أعقابِه الوقفُ
خالد الفرج الكويتي
________________________________________
- الشيبُ عنوانُ المني ... ةِ ( المنية ) وهو تاريخُ الكِبَرْ
- وبياضُ شعرِك موتُ شع ... رِك ( شعرك ) ثم أنتَ على الأثرْ
- فإِذا رأيتَ الشيبَ عمَّ ... الرأسَ فالحذزَ الحذرْ
علي بن أبي طالب
________________________________________
- صَرَمَتْ حبالكَ بعد وصلِكَ زينبُ ... والدهرُ فيه تصرمُ وتقلبُ
- ذهبَ الشبابُ فما له من عَوْدَةٍ ... وأتى المشيبُ فأين منه المهربُ
- دعْ عنكَ ماقد فاتَ فب زمنِ الصِّبا ... واذكرْ ذنوبكَ وابكِها يا مذنبُ
- واخش مناقشةَ الحسابِ فإِنه ... لابُدَّ يحصى ما جنْيتَ ويكتَبُ
- لم ينسَه الملكان حينَ نسيتَهُ ... بل أثبتاه وأنتَ لاهٍ تلعبُ
- والرحُ فيكَ وديعةٌ أودعتَها ... ستردها بالرغم منك وتسلبُ
- وغرورُ دنياكَ التي تسعى لها ... دارٌ حقيقتها متَعٌ يَذْهَبُ
- وجميعُ ماحصلته وجمعتَهُ ... حقاً يقبناً بعدَ موتِكَ يُنهبُ
- تباً لدارٍ لا يدومُ نعيمُها ... ومشيدُها عما قليلٍ يخربُ
علي بن أبي طالب
________________________________________
- ظننتُ بغى الفتوةِ والتمني ... تزولُ بالاكتهالِ فخابَ ظني
- أرى قلبي يظلُّ على صباه ... ولو حامَتْ على التسعين سني
- يكلفني الشقيُّ هوى الصبايا ... فأهواهنَّ ممتثلاً كأني 0000
- ويولغُني بأصغرِهنَّ سناً ... وأصغَرُهنَّ أبعدُهنَّ عني
- بكيتُ فقال أصحابي : أتبكي ؟ ... فقلْتُ مضى الشبابُ فهل أغني ؟
- ولو راحَ الهوى لأراحَ نفسي ... من الصَّدِّ المبرَّحِ والتجني
- ولكنَّ الهوى باقٍ وقلبي ... بمعتركِ اللحاظِ بلا مِجَنِّ
- دعُوا دمعي يسيلُ فما لمثلي ... شعورُ المستريحِ المطمئن
- وليس أحقَّ من عيني بدمعي ... وأولى بالبكاءِ عليَّ مني
الياس حبيب فرحات
________________________________________
- أليس ورائي أن أدبَّ على العصا ؟ ... فيشمتَ أعدائي ويسأمني أهلي
- رهينةُ قعرِ البيتِ كُلَّ عيشةٍ ... يطيفُ بي الولدانُ أهدجُ كالرألِ
- ( هدجَ كالرأل : يتداركُ خطوه كالنعام )
عروة بن الورد
________________________________________
- يا أيها الرجلُ المسوِّدُ شيبه ... كيما يعدُّ به من الشبَّنِ
- أقصرْ فلو سَّودْتَ كُلَّ حمامةٍ ... بيضاءَ ماعدَّتْ من الغِرْبانِ
ابن الرومي
________________________________________
- ليَ خمسٌ وثمانونَ سنهْ ... فإِذا قدَّرتها كانَتْ سنّهُ
- إِن عمرَ المرءُ ماقد سرَّه ... ليس عمرُ المرءِ مرَّ الأزمنة
جعفر بن دوستويه الفارسي
________________________________________
- إِذا مرَّ عمرُ المرءِ ليس براجعٍ ... وإِن حَلَّ شيبٌ لم يضرْه خضابُ
الحميري